نبذة صغيرة عن الحب 

                                            بقلم فاطمة ربيع

                                    

صعد إلي سطح منزله ليستنشق بعض الهواء .. وإذ بعينيه تأتي علي شرفة المنزل الذي يقابله.. فأزاح ذلك الستار الحاجز بينهما فاتسعت عيناه فكانت خصلات شعرها مثل أمواج بحر في الليل وكانت شفتاها الجميلة مثل بتلات الزهور .. كان جمالها يفتك بقلب كل من يراها .. فعيناها كانت كسماء صافية تتزين ببريق النجوم . . اتخذت من لون التفاحة في كامل البراءة شفتان يخرج من بينهما صوت قتل أعذب العصافير غيرةً .. خفق قلبه وهو ينظر لتلك الملاك الذي أمام عينيه وعندما انتبهت إلي ذلك العتيق الذي يحدق بها بعينيه الواسعتين العسليتان نظرت له نظرة ساحرة بل قاتلة .. وابتسمت له وهي تحادثه وتخبرة بأنهم السكان الجدد .. 

كاد أن يغمى عليه فاستيقظ من عالمه الجميل علي صوتها وهي تكرر سؤالها "ما أسمك"  ؟ 

وبعد أربع  أعوام.. كانت في منتصف الليل تعد قهوتها اللذيذة لتدفئة يديها قليلا والأستمتاع بها وهي تشاهد التلفاز وعندما انتهت من إعدادها سمعت ذلك الصوت الذي لطالما تعرفه جيداً وتعشقه فذهبت مهرولة إلي الشرفة لتستمع إلي ابن جيرانها وهو يغني لها ويغمرها بنظراته المليئة بالحب والحنان وهي تتراقص علي أنغام صوته العذب فكانت هذه آخر لحظات جميلة ستحفر بعقلهما وستظل تشعل نيران الحب بقلبهما إلي الأبد لإنه سوف يغادر في الصباح بعيداً عنها لتأدية خدمتة العسكرية ويغيب عنها بقرابة العام..

وبعد مده 

هي تعلم أن اليوم هو آخر يوم لهما في البعد وآخر يوم لهما في عذاب الحب والاشتياق هو آخر يوم في الانتظار.. 

تقف في ممرات القطار بين المتزاحمين.. تنظر في ساعة يديها كل ثانيه هي لا تستطيع الانتظار أكثر.. 

لقد تغيرت ملامح وجهه قليلا وأصبح أكثر حدة وعضلات جسده كانت تنمو بسرعه.. وأين شواربه وشعرة الكثيف..لا يهم المهم أنه أمام عيني وفي لحظة ارتمت بين أحضانه وهي تبكي بشدة وتلامس وجهه برفق والدموع تغمر وجهها.. 

حتي همس في إذنيها بصوت منخفض ورقيق قد جعل جسدها يقشعر ”*هل تتزوجينني*“؟

كانت في قمة سعادتها وضمته بقوة أكثر من ضمة الاشتياق وكأنها تريد أن تدخل بداخله وتلتصق به حتي ردت عليه قائله  “ فلنتزوج ونهرب بعيداً إلي عالم لا يوجد به سوى أنا وأنت فقط ” ..

                                                                                                                                                               تمت