ياسمين كسكاس تكرّم الحضارة المصرية بلوحتها “كليوباترا” تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير .. كتب : محمود العيايدي
في لحظة فنية نادرة تمزج بين عبق التاريخ ونبض الحاضر، قدّمت الفنانة الشابة ياسمين كسكاس، تلميذة الفنانة التشكيلية سناء هيشري، عملاً فنّيًا مدهشًا يجسّد الملكة كليوباترا، رمز الجمال والذكاء والسلطة في التاريخ المصري القديم.
هذه اللوحة، التي ولدت من أعماق الإحساس والبحث، جاءت لتواكب حدثًا تاريخيًا كبيرًا: الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم مخصّص لحضارة واحدة — حضارةٍ خطّت على ضفاف النيل صفحاتها الخالدة منذ آلاف السنين.
تُعتبر مصر مهد الحضارات، وأيقونة التاريخ الإنساني، حيث ترك الفراعنة إرثًا من المعابد والتماثيل والنقوش التي لا تزال تبهر العالم بدقّتها ورمزيتها.
هي الأرض التي أنجبت الفنون الأولى، وصاغت مفهوم الجمال في العمارة والنحت والرسم، فكانت منارة الإبداع التي استلهم منها الفنانون على مرّ العصور.
واليوم، ومع افتتاح هذا الصرح الثقافي الضخم الذي يحتضن أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، تستعيد مصر مكانتها كعاصمة للثقافة والحضارة الإنسانية، تُخاطب من خلاله العالم بلغة الفن والتراث.
وسط هذا الزخم الحضاري، تبرز لوحة ياسمين كسكاس كتحية صادقة لتاريخ عظيم.
بلون الذهب والرموز الملكية، جسّدت الفنانة نظرة كليوباترا الحازمة التي تجمع بين الأنوثة والقيادة، فبدت اللوحة كأنها جسر بين الماضي والمستقبل — بين فرشاة و الوان شابّة تبحث عن هوية فنية، وتاريخٍ خالد يُلهم الأجيال.
تقول الفنانة سناء هيشري، مدرّسة ياسمين، إنّ اختيار هذه اللوحة للنشر ليس عملًا عشوائيًا، بل هو تقدير حقيقي لموهبة متميّزة تعبّر عن وعي فني وإنساني ناضج.
ففي مرسمها، يتمّ انتقاء الأعمال بعناية لتُبرز فقط ما يحمل فكرًا ورسالة.
وقد أثارت لوحة ياسمين اهتمام عدد من المهتمّين بالشأن الفني، بينهم صحفي مصري رأى في العمل رؤية معاصرة تُكرّم المرأة في الحضارة المصرية
الفنانة سناء هيشري
إنّ هدف الفنانة سناء هيشري من نشر أعمال تلاميذها لا يقتصر على العرض أو الترويج، بل هو مشروع فني تربوي يسعى إلى تكوين أجيال تحمل فكرًا بصريًا راقيًا، وإلى جعل الفن أداة حوار ثقافي بين الشعوب.
فحين تُرفع لوحة شابة تونسية إلى صفحات جريدة مصرية، يكون ذلك انتصارًا للجمال العربي المشترك، ولرسالة الفنّ التي تتجاوز الحدود.
التعبيراتالتعبيرات