مـــــوطـنــــــــي
بقلم: نور الزلباني
توقفت ساعة الحائط في غرفة المعيشة عن العمل بعد أن توقفت أختها في إحدى الغرف الأخرى، فقلت بصوت جهوري...هنا (أعني في بيتنا)
يتوقف الزمان والمكان، أما الزمان فعنيته ولم أعن المكان ولكن ذكرته لاقترانه بالزمان دوما في نفس الجملة، وكان لتوقف الزمان معنيين في نفسي حين جهرت به، فالأول حقيقي دل على توقف الساعة والثاني مجازي وهو توقف زمان الخارج عند دخولنا للداخل، فزماننا هنا غير زماننا في الخارج.
ولم يقف الأمر عند حد الزمان فهنا كل شيء مختلف...رائحة الطعام، معاني الكلام، الصمت، العناق، الجدال.....وحتى الشوق؛ فهنا شوق محفوف بالأمان وخارجا شوق ووحشة وغربة. هنا..هنا، وما إن تعبر قدميك عتبة الباب يصبح لكل شيء معنى هناك. هنا نحن....فنحن أنا وأنا وأنا بعدد أفراد البيت، وهناك أنا وأنتم وهم....فيفرض عليك اللفظ وحدة غير التي يفرضها عليك المكان.
هنا تجتمع الأضداد وتتعانق فلا تسأل عن فعل ولا عن رد فعل وامض واقبل التنافر كقاعدة حياة. هنا ساحة الحرب ومهد معاهدات السلام؛ في حين يخرج الأفراد لنشر الصلح وترسيخ مبادئ السلام إذ تنشأ حرب طاحنة بينهم لا يعلم أي منهم متى ولم بدأت.
هنا الشعر والنثر والغناء والرسم والقوة والضعف والفكر و............الفكر.
هنا.....هنا.....هنا موطني.

التعبيراتالتعبيرات