صورة على الماء
بقلم : عاصم عبد الحميد
ظل لليلة الثالثة هائماً على وجهه متخفياً عن الأنظار ..لايعرف له ملجأ ..
حتى هدته قدماه لهذا الشاطئ ..
* * * *
كانت هى قبلته وملجأه ..ولكن بعد فعلتها تلك التى فعلت ...وبعد أن استراح منها للأبد ...لم يعد له هدف ..
أقسم على نفسه أن يقتلها وينهى حياتها حتى ولو عادت للحياة مائة مرة ...
تراءت له صورتها على صفحة الماء المتلألئ فى الظلام ..وتسلل إلى أذنيه صوتها وهى تصرخ ...تستغيث :
إنها لم تخنه ...إنها مظلومة ...تطلب منه أن يتركها تشرح له الموقف ...
جز على أسنانه وهو يغمغم :
" كلهن يقلن ذلك ..!! "
وتناول حجراً من الأرض وقذفها به ..
عاد مرة أخرى ينظر إلى صفحة الماء يتأكد من اختفاء صورتها ...واعتصر قلبه فى ألم وقد ندم أشد الندم على تلك اللحظات التى سمح لقلبه فيها أن يتعلق بتلك الخائنة ...
إنه أحبها ..
نعم ..ولكنها لم تقدر هى هذا الحب ...بل سخرت منه وألقته تحت أول قطار صادفها فى حياتها ..
عادت صورتها لتظهر مرة أخرى على صفحة الماء ...فأمسك حجراً وقذفها به ...ولكنها لم تختفى كالمرة السابقة ..وهمت أن تفتح فاها بكلمات ...
لكنه أصر أن يخرسها ...فقذف بنفسه يخنقها مرة أخرى ..
لينهى حياتها ...وحياته
إلى الأبد
تمت

التعبيراتالتعبيرات