فى بيتنا مدمن ..(الحلقة الخامسة)
بقلم ا .د احمد الباسوسى
تظل أفخاخ الادمان منصوبة ومتنوعة للايقاع باكبر عدد من الاشخاص أو الضحايا، منها ما يتعلق بفشل الشخص في التعامل مع الضغوط التي يتعرض لها في مسيرة حياته اليومية الاعتيادية، وعجزه عن اتخاذ القرارات المناسبة التي تمكنه من الادارة الجيدة لحياته سواء الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية، وقد يكون هذا الأمر بسبب نقص في المهارات الاجتماعية خاصته، وانحسار خبراته في الاحتكاك والتواصل مع الواقع نتيجة لتاريخ مكتسب منذ التنشأة الاجتماعية الاولى يتميز بالاعتمادية على الآخرين، والرعاية المبالغ فيها التي مبعثها القلق، والحماية الزائدة والخوف الزائد، وتكون النتيجة حرمان الشخص من الكثير من التأثيرات البيئية المهمة، والخبرات الحياتية التي كان من الواجب ادراكها وتعلمها، وكذلك من المعلومات المهمة عن واقعه، ومجتمعه، وعلاقاته بالآخرين.
أيضا يفتقد الشخص للكثير من مهارات التواصل المباشر مع الأخرين، والأحداث، ويصبح جداله أو علاقته بواقعه محدودة للغاية، وبالتالي تنتقص قدرته على اتخاذ القرارات المناسبة في حياته.
ان التنشئة الاجتماعية المتوازنة بوعي وحكمة مسئولة من دون شك عن اكساب الاطفال والصبية معلومات وخبرات قيمة تساعدهم على تطوير النضج النفسي لديهم Psychological maturation الأمر الذي ينعكس على توافقهم الشخصي والاجتماعي مع الواقع حولهم، وينعكس كذلك على مبلغ استبصارهم والمعلومات التي تصلهم عن العالم الذي يعيشونه، وعلى استجاباتهم لأحداث الحياة الضاغطة، وقدراتهم الخاصة بحل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة والمتوافقة مع أهدافهم وطموحاتهم.
ان حرمان الشخص من النشأة الاجتماعية المتوازنة سواء نتيجة لاضطراب الغلاف الاسري خاصته، أو نتيجة لعدم وجود أسرة من أصله، او لاسباب شخصية تتعلق بحدوث اضطراب مبكر في سلوكياته، أو على مستوى نموه الشخصي ....الخ من الاضطرابات التي تصنف لاحقا بعد البلوغ ضمن فئة اضطرابات الشخصية Personality disorders، أو حتى بالاضطرابات الذهانية Psychotic disorders يؤثر بالتأكيد على توافق الشخص مع الغلاف الاسري المحيط، ومع الغلاف المجتمعي برمته.
هذا الأمر يحرمه من استلام المعلومات السوية عن واقعه، ويحرمه أيضا من الخبرات الحقيقية التي يجب ان يكتسبها بشكل طبيعي يتناسب مع مراحل نموه الشخصي، وكذلك من االاستبصار الجيد بواقعه وظروفه،



التعبيراتالتعبيرات