الحركة النسوية ... بدأت بأفكار قد تبدو لصالح المرأة ولكنها انتهت إلى اختلال موازين المجتمعات وتشويه طبيعة المرأة والرجل معا.
بقلم : هبة البندارى
حين نشاهد أحد الأفلام المصرية القديمة "أبيض وأسود" نجد عماد حمدي يُلبس فاتن حمامة " Fur jacket" بعد انتهاء سهرتهما الأنيقة.. وكذلك في الأفلام الكلاسيكية العالمية حين تنهض أودري هيبورن من فوق كرسيها ينتفض كلارك جيبل ليضع البالطو فوق كتفيها.
كان الرجل ينادي المرأة "بالهانم أو مدموزيل إذا كانت غير متزوجة" هذا بالمناطق الراقية أما المناطق الشعبية فكان مايسبق الأسماء "أنسة أو ست فلانة" أما المرأة فكانت تناديه"باشا.. بيه.. سي فلان.. أفندي" الاحترام متبادل بين الطرفين والأصول هي السائدة والمتحكمة وهناك مسافة من الإجلال والتشريف لا يتعداها الطرفين في المعاملات والسلوك والحوار بينهما مهما كانت الصلة والارتباط ودرجة القربة والقرابة هذا ماكان يحدث بمصر في أزمانها القديمة.. وكان يحدث مايشبهه في دول العالم الخارجي عربية وأوروبية.. حين كان الرجل يُقدر المرأة... والمرأة توقر الرجل.
اختلفت الطبائع وتباينت التجارب وانفتحت البيئات الاجتماعية واختلطت وكان لهذا الأمر آثاره السلبية والتي انعكست بقوة على الحياة الاجتماعية..
خاطب الله سبحانه وتعالى المرأة في كتابه الكريم بمثل ما خاطب الرجل وساوى بينهما من حيث القيمة الإنسانية والعقيدة حيث لا فرق فى أداء الأعمال الصالحة وكذلك العبادات وكل منهما محفوظ النفس والعرض والمال ولا تسلب حرية أى منهما دون أن تثبت عليه جريمة ولديهما الحرية الكاملة في اختياراتهما بالحياة.. ولكن لكل منهما وظيفته بها والمهام الخاصة التابعة لها.
نشأت الحركة النسوية منذ أكثر من قرن وتعريفها بمعجم "أكسفورد" هي: "الاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفرصًا مساوية للرجل، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية"
أما معجم "ويبستر" فيعرفها بأنها: "النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها، وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه.
هذه الجمعيات بدأت بأفكار قد تبدو لصالح المرأة ولكنها انتهت إلى الكثير من الانتهاكات التي أدت إلى اختلال موازين المجتمعات وتشويه طبيعة المرأة والرجل معا..
فنظرتهم بأن جميع الرجال مغتصبون والمرأة ضحية ومغلوبة على أمرها جعلهم يروجون لتلك الأفكار التي تبعها سلوك عدائي من المرأة ضد الرجل مما جعله هو أيضا يشن الحروب في المقابل ضدها فتحولت الحياة الاجتماعية لساحة قتال.. يحمل كل واحد منهما سلاحه ليطعن الآخر.. وأصبح الحب موضة قديمة والاحترام صفة منقرضة والرقة دليل على الضعف.. والنبل والدماثة والمروءة يبخل بهم الرجل على تلك المخلوقة التي أصبحت مفترسة ومتوحشة ومن وجهة نظره لا تستحق أن يحتويها ويحميها ويحيطها برعايته فمخالبها تؤلمه بشدة حين تُغرس به..
أما هي فتراه غير جدير بكل ما تفعله داخل المنزل كزوجة وأم وخارجه كالطاحونة بالعمل... فهي تحمل فوق طاقتها وهو يتخلى عن الكثير من مسئولياته.
لم تعد هي الهانم أو المدموزيل الرقيقة والتي ترتدي "Gibbon dress"... و إنما الأستاذة التي ترتدي الجينز والبنطلون طيلة الوقت وتزاحمه بالمواصلات العامة وتجلس بجواره على المقاهي وتشرب مثله الشيشة وتكسِر عليه بسيارتها وربما تتطاول عليه وتسبه أيضا بألفاظ لا تليق...
فهل بعد هذا كله يمكنه أن ينتفض من مقعده ليحمل عنها صينية الشاي أو يخلع معطفه ويلبسها إياه لأنها تشعر بالبرد ؟
لا أعتقد أن ذلك يمكنه الحدوث الآن ..!!!



التعبيراتالتعبيرات