نظرة هادئة... بقلم أ.د جميل ابراهيم تعيلب
أثير في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة اختصار و اختزال مواد الثانوية العامة .. وأود أن أقول : إن دراسة العلوم الإنسانية من المنطق ، والفلسفة ، وعلم النفس ،وعلم الاجتماع ، ليست من باب الترف الفكري ؛ولكنها من العلوم التي تتشكل عقول وأفكار الطلاب والمجتمعات .
وعلى مر التاريخ فإن علماء وأقطاب الفكر والرأي كان من أصحاب هذه العلوم ولنذكر فقط نماذج من هؤلاء :
فمن منا لم يقرأ ولم يدرس ولم يتعلم من أفكار سقراط ، وأفلاطون ، وأرسطو ، وتوما الإكويني ، والكندي ، والفارابي ، وابن سينا ، وابن راشد ، وابن طفيل ، وابن باجة وابن النفيس ، والبيروني ، ديكارت ، وفرانسس بيكون ورسو وغيرهم الكثير والكثير .
ومصر الحديثة قامت على أفكار هذه العلوم ، وعلماء الأزهر الشريف والجامعات المصرية
من منا لم يتعلم ولم يتأثر بالمبدع أحمد لطفي السيد ، وطه حسين ، والعقاد ، والشيخ محمد عبده ، والشيخ مصطفى عبد الرازق ، وأحمد حسن الزيات . والقائمة أكثر من أن تحصى . هذه العلوم هي الضمانة الحقيقية للفكر الصحيح البعيد عن أي تطرف وغلو .
ولننظر نظرة أخرى : فإن جميع الجامعات المصرية بها أقسام للفلسفة والاجتماع وعلم النفس ، يدرس بها الآلاف من السادة أعضاء هيئة التدريس ، وعشرات الآلاف من الطلاب .
والمدارس الثانوية بها الآلاف من السادة المدرسين الذين يدرسون هذه العلوم التي تبني العقول والأمم .
ولا يقال إنه يمكن توجيههم إلى أعمال أخرى فإن احترام هذه العلوم ، واحترام القائمين عليها ، وما درسوه وأبدعوا فيه .
وباستقراء الأمور ؛ فإنه لا يمكن اهتمام بعلم ما إلا إذا كان يختبر فيه الطالب ويكون له فيه درجة تضاف إلى المجموع .
و لنا عظة وعبرة بمواد التربية القومية التي تنمي الشعور الوطني . والتربية الدينية التي تغذي الجانب الروحي في الإنسان ، ماذا حدث عندما لم تضف إلي المجموع ؟
فيجب أن تدرس هذه المواد وفي الشهادة الثانوية ، وتضاف إلى المجموع ؛ ليتحقق رفعة الأوطان .
بصرنا الله جميعاً بما فيه مصلحة العباد والبلاد .
حفظ الله مصر ، رئيساً ، وحكومة ، وجيشاً وشرطة ، وشعباً .
اللهم آمين يا رب العالمين
أ.د جميل ابراهيم تعيلب
وكيل كلية أصول الدين - جامعة الأزهر

التعبيراتالتعبيرات