الثلاثاء، 18 مايو 2021

نظرات تحليلية .. (نسل الأغراب) مسلسل نال سخط الجميع .. بقلم عاصم عبد الحميد

التصنيفات
top





 نسل الأغراب ..مسلسل نال سخط الجميع 


شاهدنا جميعاً فى سباق رمضان الدرامى على شاشات التلفزيون مسلسل نسل الأغراب .. والذى حظى بنسبة مشاهدة عالية  فى مصر والوطن العربى ..كما حظى بتعليقات ومتابعات على شبكات التواصل الاجتماعى


ولكن بمتابعة المسلسل اتضح لنا عدة نقاط أبرزها ضعف الفكرة عموماً .. فالفكرة كلها تدور حول الصراع على المراة .... غفران (أمير كرارة) وعساف (أحمد السقا) بطلى المسلسل يتصارعان على جليلة (مى عمر) .. ثم يمتد نسلهما حمزة (أحمد مالك) و سليم (أحمد داش) ليكررا الصراع هذه المرة ولكن للفوز بفاطمة (ريم سامى) .


حتى الصراع حول أم غفران .. هو صراع بين عساف وغفران على المرأة أيضاً ..




* العادات والتقاليد :

واضح جداً أن المخرج وكاتب السيناريو (محمد سامى) لا ينتمى للصعيد .. ولو حدث وأن زاره فستكون زيارة خاطفة .. وإن كان ينتمى لأصول صعيدية .. فهى أصول انتهت عند جده ... بمعنى أنه ووالده تربوا وعاشوا بعيداً عن أجواء الصعيد بعاداته وتقاليده ..


لقد فضح المخرج عدة هفوات سقط فيها .. أولها كمية الدم المسفوك بسببب أو بدون ..


ثانياً .. المكياج الصارخ الذى ظهرت به  جليلة (مى عمر) فى كل لحظة وكل مكان .. رغم أن نصف هذه الكمية لا تضعها المرأة فى الصعيد إلا فى غرفة نومها ..دون أن يراها سوى زوجها .. حيث تعيش المرأة المتزوجة بين أهل زوجها أمه وأبيه وأخوته .. ويضاف لهم الخدم فى حالة أن كان الزوج ينتمى لأسرة غنية .. فبالتالى ليس من الطبيعى أن تظهر أمام كل هؤلاء ومساحيق المكياج تغطى وجهها . 




* السيارة الفارهة التى تقودها جليلة جيئة وذهاباً بدون سائق .. دليل تام على الجهل بعادات وتقاليد الصعيد .. فالمرأة حتى الآن بالصعيد لم تصل أن يسمح لها بقيادة السيارة والذهاب بها أينما أرادت ..


* جلباب غفران (أمير كرارة ) الذى لم يتغير طوال حلقات المسلسل رغم غناه الفاحش .. سقطة جديدة سقط فيها المخرج .


* القصة نفسها ضعيفة .. قد يكون السيناريو قوى .. لكن ضعف القصة أضعف المسلسل .. فكما ذكرت فى بداية المقال .. الفكرة كلها تدور حول تكرار الصراع على المرأة .. والتى بقيت هى فقط فى نهاية المسلسل مع موت كل من كانوا يتصارعون  عليها ..





* المسلسل برمته يدق ناقوس الخطر .. ليس الخطر الذى يداهم الحياة المصرية .. بل الخطر الذى يداهم الدراما المصرية ..فى ظل تنافس عربى وعالمى قوى للغاية ..


* لقد تدهورت مكانة السينما لفترة طويلة .. وكان أحد أسباب تدهورها هو اعتمادها على سيناريوهات .. مع إغفال تام للقصة ...وذلك باعتراف كبار المخرجين .. ولم تعد السينما إلى مكانتها فى السنوات الأخيرة إلا برجوعها للاعتماد على الروايات المنتشرة فى المكتبات .. فى ظل طفرة أدبية كبيرة وظهور العديد من الأدباء الشبان على الساحة .. وتحويل هذه الروايات لسيناريوهات قابلة للتنفيذ والعرض على شاشات السينما ..


* وفى النهاية فضل محمد سامى الابتعاد عن الروايات المنتشرة بالمكتبات .. ليختار القيام بتصوير سيناريو كتبه هو بنفسه .. لينال سخط الجميع .. كتاب ونقاد وجمهور ..

                                                                                                                                 وإلى لقاء آخر    

                                                                                                                                   عاصم عبد الحميد




1 التعليقات so far

ماشاءالله تحليل وافى ورائع
متألق دائما كالعادة الأديب عاصم عبد الحميد


التعبيراتالتعبيرات