‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 9 مايو 2023

سناء هيشري تترك للتاريخ بصمتها بتأليفها لكتاب " نضال من الوان"

سناء هيشري تترك للتاريخ بصمتها بتأليفها لكتاب " نضال من الوان" 


كتب : إيمان صلاح




من قرطاج التراث العالمي و تونس الخضراء كتاب فني تاريخي يجمع لوحات تشكيلية للفنّانة البلجيكية من اصل تونسي الباحثة و الاستاذة سناء هيشري ،




"نضال من ألوان" عنوان هذا الكتاب الذي تم توقيعه يوم 8 ابريل 2023 بمدينة الثقافة و قد كانت ضيفة الشرف معالي السفيرة القديرة الدكتورة ايمان احمد السلامي سفيرة الامارات العربية و  السيدة نائلة نويرة القنجي وزيرة الصناعة و المناجم و الطاقة حاليا ووزير التربية السيّد محمد علي البوغديري 



و قد تمّ تكريم هيشري بشهادة شكر و تقدير لمساهمتها الفعالة في تطوير المشهد الثقافي في تونس و الوطن العربي من خلال انجازاتها و مشاريعها الفنية




الكتاب تحت عنوان " نضال من الوان" أُنْجز في إطار مشروع الفنانة سناء عن نضال المراة العربية 

 اصدار جديد يُضاف للمكتبة العربية و الصادر عن دار نقوش عربية للنشر و الذي يحتوي علي جميع لوحات الفنانة التشكيلية سناء و الجزء الاخير خصصته للوحات طالباتها التي عُرضت كذلك في مدينة الثقافة 


تسع عشرة مبدعة تكملن سبيل أستاذتهن التي فتحت لهن بابا لمشاركتها في معارضها الدولية ومدرستها الفنية لتضعن إبداعاتهن في المكان اللائق به، ضم الكتاب  هن ألفة بن عودة الصيود، هالة التليلي، فاطمة الشعبوي، أسماء المثلوثي، دلندة دريرة، نادية بن عياد، منى تقية، عائشة خليف، فاطمة شاكر الخراط، دليلة بن الحاج سالم، آمنة بن إبراهيم، إيمان علولو، سلمى الجلولي، بسمة بسباس، ليلى منتصر القلعي، يسرى بن يحي، سهيلة القطي، أنس بن طالب، وكاميليا حشيشة.





و قد طرحت الفنانة التشكيلية الباحثة الاستاذة سناء هيشري موضوعا هادفا و مهما عبر رسالاتها الفنية مفادها العمل علي التطوير بالوطن و الارتقاء به نحو الاعلي و المساهمة بشكل إيجابي في رفعته و ذلك من خلال رسمها لشخصيات نسائية عربية مُناضلة بين الماضي و الحاضر  و اللاتي  صنعن التاريخ و غيّرن المستقبل ، بصْمة خالدة و فريدة لتكون قدوة للاجيال القادمة 


كتاب تاريخي ثريّ بالمحتوى الفنّي  تصفه الفنانة سناء بالمعجم الضخم الذي يظمّ مدرستها للفنون التشكيلية من تقنيات فريدة و خامات مختلفة و ألوان عالميّة في غاية الجمال ،و رسائل فنية ببصمة أنثويّة خالدة في التاريخ  و لوحات تاريخيّة التي اتولدت من رحم مشروعها من الامارات العربية و بالتحديد دبي و الشارقة تنطلق الفنانة التشكيلية و الباحثة الاستاذة سناء هيشري لترسم بالألوان نضال المرأة العربيّة 




 و قد نجحت اعمالها الفنية في تجاوز الزمن و الثقافة و التي تُعرض حاليا في المعارض الفنية بدبي و هي تعدّ من ابرز و اهم القطع الفنّيّة الفريدة و المميزة و اكثرها تأثيرا من خلال مواضيعها و تقنياتها و رسالاتها الفنية 


تتألّق لوحات الفنانة سناء ، هذه التُحف الفنية الأصليّة و الفريدة من نوعها  لتتصدّر صفحات كتاب "نضال من الوان" الذي يأخذنا في جولة حول متحف فني 

 بألوان الزيت علي التوال و تقنيات مختلفة بعيدا عن الطرق الكلاسيكية ورعن المألوف لها رسائل مستوحات من نضال المراة العربية و ثقافتها ، 

"نضال من الوان كتاب فني من تأليف الفنانة سناء له تأثير عميق علي عالم الفنون التشكيلية ينضاف الي المكتبة العربية و الذي تمّ تقديره و تحليل صفحاته و قرائته من طرف اكبر الكتّاب و الصحفيين بالوطن العربي ، كما تضع الفنانة سناء فنّها لخدمة قضيّة اجتماعية و ذلك من خلال تبرّعها بكامل مبيعات كتابها الفني الجديد  " نضال من الوان " لصالح مركز دار المسنين




سناء هيشري فنانة تشكيلية بلجيكيّة من أُصول تونسيّة باحثة و مدرسة فنون تشكيلية  درست في الأكاديمية الملكيّة  للفنون الجميلة ببروكسل ، عضوة في اتحاد الفنانين التشكيلين التونسيين لها كتاب فنّي من تأليفها يحمل صور لوحاتها و رسالاتها الفنية تحت عنوان "نضال من ألوان" الصادر يوم 5 افريل 2023 عن دار نقوش عربية للنشر كما يحمل الكتاب في الجزء الاخير صور للوحات طالباتها مسيرة عقدين في مجال الفن التشكيلي من معارض و فعاليات و تقديم دورات تدريبية و ورش  بين بروكسل و دبي و تونس ، 


تحصّلت علي العديد من الجوائز تقدير و تكريم للمساهمة في تطوّر الفن التشكيلي في البلدان العربية اضافة إلي مشاركتها في لجان التقييم للمسابقات  التشكيليّة …أقامت العديد من المعارض الفنّيّة في دول عربية  تونس، دبي و المغرب و في اروبا، بلجيكا و أمستردام  و سويسرا و غيرها من البلدان، 




كان إفتاح معارضها من قبل وزراء و سُفراء و شخصيّات مرموقة في المجتمع، 

كما أشرفت و نضّمت العديد من المعارض الجماعيّة و الفعاليات الفنّيّة التشكيلية لطالباتها بتونس 


لوحاتها و رسالاتها و مقالاتها الفنّيّة موثّقة في  العديد من الصحف و المجلات العالميّة، كما نُشرت الكثير من كتاباتها و قراءة للوحاتها في الصحافة العربيَة !

و لها استضافات و حوارات فنية في العديد من القنوات التلفزية بالامارات العربية و بروكسل و تونس

الأربعاء، 2 يونيو 2021

" براويز وبنات وحلم وسور " .. ديوان جديد للشاعرة : منى حواس

 

" براويز وبنات وحلم وسور " .. 

ديوان جديد للشاعرة : منى حواس

                                                                          

                                                                     كتب : عاصم عبدالحميد

                     

                                          الشاعرة دكتورة : منى حواس

صدر عن سلسلة " ديوان الشعر العامي " بالهيئة العامة للكتاب

ديوان جديد بعنوان " براويز وبنات وحلم وسور " للشاعرة الدكتورة منى حواس

يذكر أن هذا الديوان هوالديوان الثامن في شعر العامية للشاعرة

وهو يأتي في ١٢٨ صفحة ، ويشتمل على إهداء و ٣٩ قصيدة منها:

_ جوه البرواز

_ما تمسحوش الشات

_ تسجيل خروج

_ لواحد روحه وحشاني

_ ياااااه يا أمي وألف ياااااه

_ فك اشتباك

_ وجاري البحث

_زي العيال

_ ناس الروايات

و_ بنت بشبه الأيام



غلاف الديوان


*******

وجاء الإهداء :

لضحكة ما بتبنش غير في الصور

لأمي اللي غابت فغاب القمر

لروحي اللي حلمت بسكّة رجوع

فرِجعت لاقيتني نويت السفر !!!

الخميس، 29 أبريل 2021

فى بيتنا مدمن ..(الحلقة العاشرة).. بقلم ا.د احمد الباسوسى




                                                                            الانتكاسة للادمان

ان الانتكاسة والعودة مجددا للتعاطي والادمان ربما يكون أمرا لاينبغي ان يزعج المريض وذويه، ولا المعالجين الاختصاصيين في المجال. ببساطة يمكن ان نعتبر الانتكاسة والعودة للتعاطي من جديد من متطلبات البرنامج العلاجي التأهلي طويل الأمد. وقبل ان ننزعج من هذا الأمر لابد ان نسلم بعدد من الحقائق تممليها علينا خبرات الممارسة الطويلة في مجال العلاج ومتابعة المرضى على مدى سنوات عديدة حتى بلوغ التعافي.

اول هذه الحقائق ان نسلم بازمانية مرض الادمان Chronicity وضرورة مصاحبته وترويضه مثلما يحدث هذا الأمر مع مرض السكري، عن طريق المتابعات الدوائية (اذا كانت مطلوبة) ورحلة البرنامج التأهيلي النفسي المطلوبة بشدة، وأذكر في هذا الصدد ذلك الأمريكي الذي توقف عن معاقرة الخمر لمدة 36 عاما وتغيرت حياته تماما، وأتى للعمل باعتباره خبير أو مرشد تعافي Drug counselor في أحد المراكز العلاجية المتخصصة في علاج الادمان مهمته مساعدة المرضى على التعافي وتدريبهم ليصبحوا مرشدين تعافي، كان يتحدث معنا في جلساتنا الخاصة عن الألم الذي ينتابه أحيانا مصحوبا بلهفة قوية Craving للعودة لشرب الكحول من جديد، رغم توقف (لايزال) منذ 36 عاما متصلة. الأمر الذي يضعنا في حالة من الحذر والترقب باستمرار. 



ثاني هذه الحقائق ان العلاج الناجع للادمان يتطلب انجاز تغيير شامل في نمط حياة الشخص المدمن يغاير تماما نمط حياته السابقة Life style change بكامل تفاصيلها والتي ترسخت في خلاياه العصبية وغيرت حتى في هرموناته، وتلك مسألة بالغة الصعوبة على أي شخص في المجمل، فما بالك بشخص خرج حديثا من محنة التعاطي ويكابد الآم سحب المخدر من جسده وعقله، وواقع مهدد بالعودة للتعاطي يشتمل على الكثير من التفاصيل الدقيقة، ومضطر الى التعامل معه على أي حال، يصبح مثل بهلوان السيرك المطلوب منه السير على حبل رفيع مشدود، مستخدما كامل قدرته على التركيز والاتزان. 

ثالث هذه الحقائق ان الشخص الذي يطلب التوقف عن التعاطي والشفاء مطالب بالدخول في حالة من النضج النفسي Psychological Maturation تسهل له امكانية الاستمرار في برنامج التأهيل رغم المكابدة والمشقة واغراءات العودة. وان بلوغ هذه الحالة من النضج النفسي يتطلب منه الحفاظ على الوجهة الذهنية خاصته، والتركيز على كل ما هو متوافق مع الواقع، وقامع لرغباته الشخصية الملحة الجانحة والمنفلتة، والتصالح مع الذات الجديدة التي يجب ان تتسم بحالة فريدة من التسامح مع نفسها والآخرين، وقبول الاختلاف والتناقض سواء داخل ذاته أو الآخرين، وبلوغ حالة من الهدوء الداخلي والسلام النفسي تساعده على التعامل الجيد مع ضغوط الواقع المحيطة، وحل مشكلاته باساليب جديدة تتسق مع التغير الحادث في شخصيته، وتلك مسألة بالغة الصعوبة والتعقيد.

رابع هذه الحقائق ان علاج الادمان ليس دوائيا، وان كان الدواء مطلوبا بشدة في مرحلة سحب المخدر من الجسد وتلك مرحلة طبية أولية، أيضا من الممكن استخدام الدواء في حالات شديدة الخصوصية عندما يكون الادمان مصاحبا لأحد اضطرابات الشخصية، في هذه الحالة يكون الدواء بقصد معالجة الحالة النفسية لو تطلب الأمر ذلك، في حين يكون علاج الادمان عن طريق البرنامج التأهيلي النفسي طويل المدى. ويترتب على هذه الحقيقة ضرورة اقتناع المريض وذويه بأهمية العلاج النفسي طويل المدى للادمان، وأهمية الاستمرار في اتباع البرامج والانشطة العلاجية المطلوبة، وأهمية الجدية في تنفيذها لمساعدتهم على التوقف والتعافي، والصعوبة في هذا الجانب تتمثل في ذلك الارث الثقافي المجتمعي والوعي المفقود الذي لايزال يحصر التعافي من الادمان داخل النظم الدوائية التقليدية فقط، اما استسهالا من جانب، واما بسبب عدم الوعي بأهمية نظم العلاج والتأهيل النفسي Psychotherapy and rehabilitation في التعامل مع مشكلة أو مرض الادمان.

خامس هذه الحقائق يتصل بالنقص الملحوظ في الكوادر البشرية المدربة على التعامل مع مرض الادمان والمدمنين واسرهم Professionality الأمر الذي يؤثر من دون شك على قيمة الخدمة الاحترافية المقدمة للمرضى ومتابعتهم على المدى البعيد. ومن ثم قد لاندهش مما قد يثار سواء بين المرضى وذويهم أو حتى بين الاختصاصيين في المجال ومجالات أخرى عن جدوى علاج الادمان!، وعن الانتكاسات المتكررة للمرضى خاصة في اعقاب خروجهم من مصحات العلاج، وعن عدم وجود رؤية واضحة محددة للتعامل مع مريض الادمان ومعالجته. ويتصل بذلك الأمر ما يتعلق بعدم الاتاحة أو المبادرة باتاحة برامج تدريبية جادة للمختصين في المجال من الأكفاء محليا، وكذلك ابتعاث المختصين الجادين الأكفاء الى الخارج  وخاصة الدول التي سبقتنا كثيرا في المجال للتدريب وتبادل الخبرات والعودة لتصميم البرامج والخطط العلاجية الفعالة التي تجتذب المرضى اليها وتضعهم على الطريق الصحيح. ويتطلب هذا الأمر ما يمكن ان نطلق عليه "صندوق خاص " لتدريب ورفع كفاءة جميع العاملين في المجال سواء محليا أوخارج البلاد، وسوف يتطلب هذا الأمر ميزانية خاصة خارج الأطر التقليدية المتاحة حاليا لتحقيق هذا الغرض.



سادس هذه الحقائق يتعلق بالصورة الذهنية النمطية التقليدية التي ترسخت لدى الكثير من الاطباء النفسيين وغير النفسيين عن دور الطبيب Physician اللامحدود في التعامل مع المرض والمريض، هذه الصورة لاتزال للاسف مهيمنة على العقول رغم الثورة الهائلة التي حدثت في الفكر ومناهج التعليم والتدريب ونشوء اختصاصات عظيمة أخرى تملك خبرات نوعية، وتقدم خدمات مميزة للمريض وذويه وحل مشاكلهم على نحو يقتصد في الجهد والوقت والمال، ويتعامل مع المعاناة باحترافية متميزة. لكن تظل عقيدة الطبيب "الجسدي" جامدة وتستهدف لعب جميع الادوار بصورة رئيسية، مع الاستعانة بمساعدين في بعض الاحيان. لسوء الحظ يجب ان نعترف ان ثقافتنا حتى الآن تنحاز، بل وتدعم العمل الفردي على حساب العمل الجماعي، لما يحققه العمل الفردي من مكاسب تخص صاحبه فقط، بينما تتوزع المكاسب على المشاركين في العمل الجماعي، وللاسف لاتزال مشاعر "الذاتوية" مهيمنة على الوعي الجمعي لاسباب كثيرة يتعلق معظمها بمشاعر عدم الطمأنينة، والخوف من المستقبل، والرغبة المفرطة في التميز والتفرد وتأكيد الذات...الخ من العوامل النفسية الدافعة الى الانكفاء ومحاولات الاستحواذ الفردي. ان فكرة العمل الجماعي تميز دائما المجتمعات المتطورة والتي بلغت درجة متميزة من الحداثة والتقدم، وفي مجال علاج الادمان لايحتكر الطبيب الجسدي المرض والمريض، بل هناك فريق علاجي كامل Team work يكون على رأسه الطبيب، له دور محدد يلعبه، وييسر للآخرين لكي يلعبون ادوارهم. فكرة الفريق العلاجي في علاج الادمان تنبني على أساس الفريق متعدد التخصصات Multidisciplinary Team الذي يتكون من الطبيب النفسي Psychiatrist والاخصائي النفسي الاكلينيكي Clinical psychologist والاخصائي الاجتماعي الطبي Social worker واخصائي التمريض Nursing staff ومرشد التعافي Drug counselor واخصائي الانشطة الرياضية، وتتمدد التخصصات لتشمل موظفوا المطبخ والنظافة والادارة ..... الخ. لتشكل لاحقا ما يمكن ان نسميه المجتمع العلاجي Therapeutic community . لكل فرد من هؤلاء دور محدد يؤديه وفقا لخطة علاجية واضحة المعالم مع المريض أو مع ذويه وصولا الى أقصى درجة ممكنة في علاجه. وبقدر الهارمونية أو الانسجام الحاصل بين عمل هؤلاء الافراد وادوارهم المحددة سلفا/ المتداخلة عمليا، وتوافقهم ورضاهم عما يفعلون، بقدر ما يرتفع مستوى الخدمة المقدمة للمريض، ويتحقق له أكبر قدر من الاستفادة الممكنة من الموقف أو المجتمع العلاجي، كذلك يتم الحصول على الطاقة القصوى الممكنة من كل فرد من أفراد الفريق العلاجي، وكل ذلك بالتأكيد ينصب في نهاية الأمر في صالح المريض، والعملية العلاجية، وكذلك المؤسسة العلاجية، ونجاحها في انجاز أهدافها العلاجية والمجتمعية. هناك اجتماعات دورية يقودها الطبيب رئيس الفريق لمراجعة ما تحقق أو لم يتحقق من أهداف أو برامج، والصعوبات الحالية، وطرح الحلول المناسبة، وتحفيز أعضاء الفريق على استمرار بذل أقصى جهد لانجاز الاهداف المطلوبة. ان غياب فكرة الفريق العلاجي يحرم المريض من الاستفادة من كامل طاقات أفراد الفريق العلاجي، ويحرم المؤسسة من الاستفادة من كامل طاقة العاملين فيها، وينعكس هذا الأمر على العملية العلاجية بالسلب، وعدم تحقيق اهدافها على النحو المطلوب.  

الجمعة، 9 أكتوبر 2020

بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر قراءة فى رواية عيون على الخط .. للكاتب الروائى أ/ فوزي وهبة بقلم عاصم عبد الحميد

 قراءة فى رواية عيون على الخط ..

 

للكاتب الروائى أ/ فوزي وهبة

                                       

                                                  بقلم عاصم عبد الحميد



الكاتب الروائي فوزي وهبة


صدرت رواية عيون على الخط ضمن سلسلة ادبية يصدرها اتحاد كتاب مصر تحت عنوان كتاب الاتحاد .. وهى حلقة من من سلسلة طويلة من الابداع للكاتب المبدع الاستاذ فوزى وهبة .. يسعدنا أن نلقى الضوء عليها فى لقاءنا فى هذا العدد..


* أولاً: بالنسبة للشكل : تكونت من سبعة عشر فصلاً ..


* ثانياً : نحن أمام عمل مبتور.. كنت أتمنى أن نناقش العمل بجزئيه حتى نستطيع اصدار حكم كامل ... لكن نتطلع فى الأيام القادمة لمناقشة الجزء الثانى من نفس العمل..


* أما بالنسبة للمضمون : فإننا مبدئياً نلاحظ أن الكاتب خرج عن المنحنى التقليدي لبناء الرواية وهو ( المقدمة – العقدة أو الذروة – ثم النهاية ) وذلك لأن صياغة الرواية كانت أقرب للسيرة الذاتية من السرد القصصي المعتاد .. والتى جاءت على لسان الأستاذ وحيد مدرس التاريخ..


* بدأ المؤلف روايته بتساؤلات  طرحت نفسها بقوة ودارت بأذهان الشعب المصرى فى ذلك الوقت بعد هزيمة يونيو.. ثم رصد الأحداث والمشاعر في فترة من أخطر فترات التاريخ المعاصر لمصر .. فترة ما بين نكسة 1967م وأكتوبر 1973م.. والتى رمز لها بقراءة من تاريخ مماثل لمصر الفرعونية ..


" كان الدرس عن هزيمة المصريين القدماء أمام الهكسوس وعن كفاح طيبة القديم وسنوات العذاب الطويلة ولحظات الانتظار المريرة .. ثم انتصار الجيش المصري فى النهاية بقيادة أحمس وطرد الهكسوس من البلاد .. "


ثم يضيف: " التاريخ دائماً يعيد نفسه "

وهى حقيقة واقعة .. بل تعد أحد الأسباب المهمة لقراءة التاريخ وبالتالى التنبؤ بالمستقبل ..

* استطاع الكاتب تجسيد تلك الفترة التى امتزجت فيها المشاعر بين الأحساس بعار الهزيمة والغضب .. ومحاولة فهم الأمر واستيعابه .. ثم التسليم بالأمر .. والترقب .. ثم الأمل والرغبة فى تخطى المحنة.


وهو ما نعبر عنه فى علم النفس بمراحل ما بعد الصدمة ( الإنكار – ثم الغضب – ثم المساومة – ثم الاكتئاب – وأخيراً التقبل ).


* قصة حب ممدوح وشمس ذلك الجزء الذى أضفى على الرواية وأخرجها من الثوب التاريخي إلى الثوب الرومانسى .. واقتبس من الكاتب جملته :

" قطعاً إن الذى يحبه الله يعطيه الإنسانة التى تحبه "


* أيضاً نجح الكاتب فى إعطاء صورة عن الحياة والتفاعل الاجتماعى فى مدن الصعيد وذلك من خلال الوصف التفصيلى لأسرة مجدى صديق الأستاذ وحيد ..


* كما أشار الكاتب أيضاً إلى معاناة الخريجين وضرورة التحاقهم بالعمل باحد القاليم بعيداً عن أسرهم قبل عودتهم فيما بعد للقاهرة .


* استعراض حياة الأستاذ وحيد من خلال تذكره اساليب تربيته وكيفية بناء شخصيته من خلال العقاب القاسى  " العلقة الساخنة " الذى تعرض لها من والده .. ليتحول من تلميذ بليد إلى تلميذ متفوق ... 


** السؤال هل كان هناك تعارض حقيقى بين الحب ورعاية الأخوة ؟ أو الحب الضائع كما أطلق عليه الكاتب..!

فى صــ 36 وردت عبارة : لا .. حاسب ... إلزم حدودك .. وهى جملة عامية دارجة لا تتناسب مع البناء اللغوى الذى امتازت به الرواية.


* نجح الكاتب إلى حد بعيد فى تصوير جزء من حرب الاستنزاف .. والبطولات التى قام بها جنودنا الأبطال .. وتقديمهم لأرواحهم عن طيب خاطر فداء للوطن..

*برع الكاتب فى تصوير مشهد وفاة عبد الناصر الرمز والزعيم بقوله " العملاق مات " ورد فعل الجماهير ثم تولى السادات دفة الأمور..


* ثم فقرة الرائد جميل وتعسفه وطلب الأستاذ وحيد من أخيه الصمت وعدم الشكوى من رد ممدوح : 

" لقد صمتنا كثيراً وكانت النتيجة ما حدث لنا فى عام 1967م "

وهى ترمز بكل حال لأخطاء وتعسف مراكز القوى والطريقة الخاطئة التى أديرت بها البلاد فى هذه الفترة والتى انتهت بكارثة 1967م .




نقد 

** استخدم الكاتب منذ بداية الرواية أسلوب القاص أو الراوى .. ولكنه فى مقدمة الفصل الثانى عشر .. سقط الكاتب فى فخ أسلوب الوصف .. كان من الأفضل أن تسير الرواية على نفس نسق القاص أو الراوى كأن يأتى وصف هذه الأحداث على لسان ممدوح وكأنه يقص على أخيه وحيد ما حدث معه أثناء مقابلة اللواء الماحى ..


ثم يحضرنا هنا سؤال جديد :

* إذا كانت الشكوى التى تقدم بها ممدوح قد تم التأكد من صحة ما ورد بها .. لماذا أعاد ممدوح الامتحان فى مادة الرسوب فى ( دورة الكلية الحربية ).


* رصد الكاتب جزءاً من خطة الخداع الاستراتيجى التى سبقت حرب أكتوبر مثل الحفلات الساهرة .. لدرجة أن مدرس التاريخ نفسه أعلن بتهكم  :

" من يدرى .. ربما يكون الجيش فى حالة استرخاء عسكرى أيضاً "


** فى صــ 102 نجد تعارض وتضارب فى التاريخ حيث ذكر المؤلف :

صباح 3 أكتوبر حضر نبيل من الإسماعيلية ... ثم فى الصفحة المقابلة صــ 103 يعود المؤلف ليقول : صباح 2 أكتوبر سافر نبيل إلى الإسماعيلية.


*من مواطن الجمال فى الرواية نجاح الكاتب فى رصد الحرب من وجهة نظر المواطن العادى ( مدرس تاريخ ) الذى يراقب الأحداث ليربط ما حدث فى الحاضر بما حدث فى الماضى ... وذكاء الكاتب  فى ربطه  بين بداية الرواية ونهايتها وذلك من خلال الجملة:

" أحمس  قاد جنوده الشجعان نحو النصر ... طرد الهكسوس .. حرر الأرض .. روح رمسيس الثانى بعثت  من الماضى .. انطلقت فى عربة حربية فوق القناة تشهد بطولات الأحفاد .. "


* و فى نهاية الأحداث يرمز الكاتب من خلال استشهاد البطل ممدوح إلى الآتى :

أنه رغم الانتصار العظيم إلا أننا قدمنا ثمناً فادحاً فى سبيل تحرير الأرض ومحو العار ... 


ويختتم الكاتب روايته بالجملة التى تربط الحاضر بالتاريخ الماضى :

" رمسيس الثانى يطل علينا من خلال تمثاله الضخم .. يشير بيده بقوة إلى أحفاده .. فخوراً بهم وبانتصاراتهم .. بينما الورود والأزهار الكثيرة تغطى سماء الميدان الواسع الكبير"..


                                                                                                                          عاصم عبدالحميد 


الخميس، 17 سبتمبر 2020

د/رجب عبد الوهَّاب ينشر الحكايات العربية في تركيا

 د. رجب عبد الوهَّاب ينشر الحكايات العربية 

فـــــــــــي تــــركـيــــــــــا

                                                                                           كتب: محمود العيايدي

                                                                                                 د/رجب عبد الوهَّاب
                                                                                                                         د/رجب عبد الوهَّاب


صدر مؤخرًا الطبعة الثانية من مجموعة "حكايات بالعربية للأتراك" (ARAPÇA HİKÂYELER) بكتبها الثلاثة المستوى الأول "KUR. 1"، المستوى الثاني " 2. KUR"، المستويين الثالث والرابع " 3-4. KUR"،  عن دار وقف كلية الإلهيات بجامعة مرمرة بمدينة إسطنبول التركية، من تأليف البروفسير التركي الدكتور علي بولوط (أستاذ اللغة العربية وبلاغتها بجامعة إسطنبول)، والدكتور المصري رجب عبد الوهاب (أستاذ اللغة العربية وآدابها المساعد بجامعة السلطان محمد الفاتح بإسطنبول) قبل مرور عام على صدور الطبعة الأولى. 


والمجموعة تشتمل على ثلاثة كتب يضم كل كتاب منها عشرين حكاية باللغة العربية راعى المؤلفان فيها أن تشتمل كل حكاية على مادة ثرية صالحة لتعليم الطلاب الأتراك اللغة العربية، وأن تكون صالحة لمستوى القارئ، حيث يتدرج المستوى اللغوي للحكايات بحسب مستوى القارئ من الأدنى إلى الأعلى، كما ذُيلت كل حكاية بمجموعة من التدريبات اللغوية التي ترفع من المستوى اللغوي للقارئ.


وبسؤاله عن مدى انتشار اللغة العربية في تركيا، ووصوله إلى درجة تسمح بصدور الطبعة الثانية من المجموعة خلال أقل من عام على صدور الطبعة الأولى، صرح الدكتور رجب عبد الوهاب لموقع ( المجلة الثقافية المصرية ) بقوله: "كثير من الأتراك لديهم ميل شديد إلى تعلم اللغة العربية، وبخاصة أن لغتهم بها كثير من الكلمات ذات الأصول العربية التي تصل بحسب بعض الإحصاءات إلى ما يزيد عن 60 في المئة من كلمات اللغة التركية، ولذلك هم يعلمونها ويتعلمونها في المدارس والجامعات والمراكز الخاصة والعامة". 


وأضاف د. عبد الوهاب: "ومن الطبيعي والحال كذلك أن تلقى مجموعة "الحكايات بالعربية للأتراك" رواجًا بينهم، لاسيما أنها قام على تأليفها أستاذان لغويان أحدهما تركي والآخر عربي، وبذلا في إخراجها مجهودًا كبيرًا حتى تخرج مناسبة للقراء بمستوياتهم المختلفة، وراعيا أن تجمع الحكايات المختارة بين التراثين العربي والتركي واختارا من الحكايات المشتركة بين التراثين وهي كثيرة، وقد نما إلى علمنا أن بعض الجامعات والمراكز والمدارس الثانوية بدأت تدرس حكايات المجموعة أو بعضها لطلابها في دروس القراءة، ناهيك عن أن الإنسان بطبعه ميَّال للحكايات عربيًّا كان أو تركيًّا أو غير ذلك، ولعل هذا كله أو بعضه، وفي المقدمة منه التوفيق من الله، مما عجل بانتشار المجموعة ونفاد الطبعة الأولى سريعًا".


يُذكر أن الدكتور رجب عبد الوهاب حصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 2014م، ثم انتقل للعمل بالجامعات التركية منذ ثلاثة أعوام. 


د/رجب عبد الوهَّاب

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

فوزى وهبة .. ومسرحية جديدة بقلم :عاصم عبدالحميد

فوزى وهبة .. ومسرحية جديدة

                               بقلم :عاصم عبدالحميد 

                                                                الكاتب الروائى : فوزى وهبة


صدر حديثاً عن مكتبة جزيرة الورد مسرحية جديدة بعنوان فرقة من طنطا للكاتب الكبير الأستاذ / فوزى وهبة .. وفى السطور التالية نلقى الضوء على العمل المسرحى



جاء العنوان عكس توقعات القارئ ..فقد يظن القارئ للوهلة الأولى أن الكاتب قد اختار أن يحكى ويسرد قصة تدور أحداثها حول فرقة مسرحية من مدينة طنطا .. ولكن بدلاً من ذلك استطاع الكاتب أن يأخذنا بعيداً .. ويدور بنا لنعيش مع شخصياته أمام الستار وخلف الكواليس .


الأسلوب  :

 أيضاً تميز الكتب ببراعة الأسلوب .. مع استعمال الكلمات السهلة اللينة المعبرة عن غرضه وأهدافه .. والتى تجعل القارئ يلهث متتبعاً الأحداث ..فما يلبث القارئ أن ينهى صفحة حتى يجرى بعينيه على الصفحة التى تليها .. ليكمل مجرى الأحداث ..


 المضمون :"  المحتوى " :

عندما نقرأ الكتاب نجد أن الكاتب لم يعرض مسرحية واحدة .. بل يحتوى الكتاب على مسرحية بداخلها مسرحية أخرى .. ورغم الصعوبة التى تقابل الكاتب خاصة فى كتابة المسرحية – أقصد أنه من الأسهل تنفيذ ذلك الأمر فى العمل القصصى أو الروائى – إلا أنه من الواجب علينا الاعتراف بأن الكاتب قد وفق إلى حدٍ بعيد فى سرد الأحداث .. واستطاع أيضاً التوفيق بين أدوار الممثلين التى تعبر عن حياتهم الشخصية (المسرحية الخارجية) وبين أدوارهم فى المسرحية الداخلية والتى يحمل عنوانها الكتاب .

* الحوار بين الأبطال جاء سلساًوبألفاظ راقية .. عكس ما انحدرت له بعض الأعمال فى الوقت الحالى من تعبير يصل لحد الإسفاف على اعتبار أن ذلك مجاراة للذوق العام وخاصة بين الشباب .


الملا حظات :

* ارى أن الأحداث بشكل كانت تحتاج إلى مزيد من الطول .. وتفاصيل أكثر .. خاصة بين سوسن ووحيد .

* من الغريب فى أحداث المسرحية أن سوسن بمجرد غفاقتها من المخدر .. وهى لا تزال فى غرفة النقاهة يتجمد بركان الحب بداخلها على نحو مفاجئ ... بل يمتد بها الأمر لأن تتحول تجاه زميلها وحيد .. رغم عدم مبادلته نفس المشاعر منذ بداية الأحداث فى المسرحية .

فى النهاية نستطيع أن نقول ..اننا أمام عمل جيد وائع .. يضيف للمكتبة العربية ..